لماذا نقلد الأخرين ؟
تحدثت فى التدوينة السابقة ( كلمات عن الصداقة ) عن نوعية الأشخاص الذين يجب أن يكونوا حولنا و دورهم فى تحديد شخصيتنا ، اليوم لنتحدث عن المرحلة الثانية فى هذة السلسلة وهو هل علينا أن نقلد من حولنا ولكن فى البداية علينا أن نعرف لم نقلد الأخرين ؟! .
النظام البشرى فى البقاء يعتمد على عاملين وهما التقليد و الإبتكار وهما فى الواقع عاملان متلازمان ، من المستحيل أن تجد مبدع لم يقلد ومن المستحيل أن تجد مقلد وغير مبدع ، قد يثور البعض أثناء قراءتهم أخر جملة ولكن حتى فى دول مثل الصين والتى لا يعرف عنها معظمنا سوى منتجاتها المقلدة إستطاعت أن تنتصر بإبداعها الخاص فى كثير من ميادين السياسة والإقتصاد وقد إبتكروا عدد كبير من الوظائف الغير تقليدية فى بلادهم ومنها توظيف شخص ليقف فى صفوف الإنتظار بدل من الأخرين وهذا ما قد يقلل من معاناة كبار السن والغير قادرين .
الإنسان بطبيعتة مقلد ، ستجد هذا فى كل شئ فمن الطعام والشراب إلى الملبس و المسكن وها نحن فى بلدى قد غزت المطابخ الأمريكية كل بيت جديد و يتباهى الأفراد بكون مطبخهم أمريكى ويعتبرونة دليل على التحضر .
التقليد ليس خطأ وهو أمر طبيعى تماماً فهو يوفر وقت الفرد فى التفكير و الإبتكار و يمكننا من البدء من حيث إنتهى الأخرون .
إذا فالمشكلة لا تكمن فى التقليد و لكن ما نقلد و من نقلد
ليس كل شئ جيد تماماً أو سئ تمام ؛ ولكن الشئ جيد كون أن منافعة أكثر من أضرارة ولنقل مثلا قضية الخمر فالخمر يمكن أن يستخدم فى أشياء كثيرة نافعة مثل إشعال النار و تمدد الأوعية الدموية وغير ذلك و لكن شربة خطأ كونة يسبب الكثير من المشاكل العقلية المؤقتة وقد يسبب إدماناً .
لذا قلد من شأت و أختر من تكون و ما هو عملك ولكن تذكر أن ليس كل ما تقلد فهو جيد .
قلد من حولك و أستمتع بذلك فهذا ليس بجرم فهو شئ طبيعى و تعلم أن تتقن ما تقلدة فربما قد يمر الوقت وقد أبتكرت شيئاً جديداً .
لا تقلد من أجل الحصول على إعجاب الأخرين ، قلد لأنك تحتاج للتقليد .
Post a Comment